المشهد الفلسطيني السياسي
المشهد الفلسطيني السياسي اصبح مثيرا للجدل بعد انقلاب الرابع عشر من حزيران الذي قامت به حركة حماس ضد الشرعية الفلسطينية وحسمت من خلاله السيطرة عسكريا وامنيا لصالح الحركة في قطاع غزة حيث دفعت حركة فتح والاجهزة الامنية في غزة فاتورة الدم في ماراثون تصفية حساب قادته القوة التنفيذية التابعة لحركة حماس .
السلطة الوطنيه الفلسطينيه اعلنت صراحة ان ما قامت به حماس انقلابا عسكريا على الشرعية ورصاصة الرحمة على اتفاق مكة وان الحركه اصبحت كتنظيم خارج عن القانون وبحكم المحضور على عناصرها ممارسه اي نشاط سياسي او عسكري في الاراضي الفلسطينيه
ميليشيات حماس استولت على مقار السلطه الفلسطينيه الامنيه والمواقع العسكريه والموسسات الحكوميه في قطاع غزة واقتصت من افراد حركه فتح ةعناصر الامن وقياديين بطريقه وصلت حد الاعدام الميداني واقتحام للمنازل واحراق ونهب في مشهد خرج عن القانون الانساني الفلسطيني .
السلطه من جانبها اتخذت اجراءات احترازيه في الضفه وتحفظت على عدد من نشطاء حماس.
فصائل منظمه التحرير الفلسطينيه ادانت ممارسات ميليشيات حماس في غزه واعتبرت ما قامت به الحركه وقوتها التنفيذيه جريمه كبرا بحق ابناء الشعب الفلسطيني في وقت اكر فيه عدد من تلك الفصائل انه من غير الممكن اخراج حماس من المعادله السياسيه
الفلسطينيه مطالبتنا الحركه بالعوده عما قامت به في الرابع عشر من حزيران وعوده الامور الى ما كانت عليه قبل الانقلاب في غزة .المواقف العربية من حماس جاءت منسجمة مع مواقف السلطة الوطنية الفلسطينية وداعمة للرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء د. سلام فياض
. الموقف السعودي الرسمي جاء على لسان وزير الخارجية الامير سعود الفيصل الخميس الماضي ( أن المملكة ليس لديها مبادرة جديدة تعرضها على الفلسطينيين وأن الافكار التي وردت في اتفاق مكة صالحة لان تعيد اللحمة الى الفلسطينيين وذلك يعود الى الارادة لديهم ) مطالباً حركتي فتح وحماس بالاتصال ببعضهما اذا ما كانتا جادتين في رغبتهما بالعودة الى اتفاق مكة المكرمة.
مع بداية شهر رمضان أبدى رئيس حكومة الوحدة المقال اسماعيل هنية استعداده للقاء الرئيس محمود عباس لانهاء الازمة الداخلية الفلسطينية ، وقال هنية في بيان صادر عن مكتبه أنه هاتف كلاً من أمير قطر والرئيس السوداني والرئيس اليمني والوزير المصري عمر سليمان مؤكداً لهم استعداده للجلوس مع الرئيس أبو مازن في أي مكان للحوار والتفاهم وانهاء حالة الانقسام الراهنة بين أبناء الشعب الفلسطيني . مشدداً على أن الحل الوحيد هو الحوار والتفاهم وأن كل القضايا والمشاكل قابلة للحل والنقاش.
عدد من قادة العمل الوطني في الفصائل والاحزاب أكدوا أن الانقلاب في غزة هو تدمير للمشروع الوطني الفلسطيني وهو بمثابة قطعة حلوى معجونه بالسم تم اطعامها قسرا لشعبنا الذي يعيش تحث خط الفقر في قطاع غزه ونوه أحد الامناء العامين بفصيل يساري أن انقلاب حزيران جاء نتيجة حتمية لاتفاق مكة الذي استفردت فيه حركتا حماس وفتح واستثني منه باقي الفصائل والاحزاب الفلسطينية ما جعل المعادلة السياسية الفلسطينية مشروخة وادى ففي المحصلة النهائية الى اطاحة حماس بفتح دون باقي الفصائل في غزة . مراقبون سياسيون وصحفيون اعتبروا أن استدراج السلطة الوطنية الفلسطينية لحركة حماس الى دخول الانتخابات التشريعية وحصولها على الاغلبية كان خطأً كبيراً أضر بالمصلحة الوطنية العليا والمشروع الوطني الفلسطيني حيث أن برنامج السلطة الوطنية السياسي لا يتوائم مع برنامج حركة حماس المرحلي والبرنامجان يسيران في خطين متوازيين وفي المحصلة لن يلتقيان أبداً واالنتيجة امارة في غزة وسلطة في رام الله واعلام فلسطيني يبث ليل نهار لمشاهدي الدول العربية والعالم عبر فضائية الاقصى وتلفزيون فلسطين مشاهد الاقتتال بين أبناء الشعب الواحد وقد غابت جرائم الاحتلال عن المشهد الفلسطيني تماماً لمشهد الفلسطيني السياسي